عقم الرجل بين القبول والرفض

عقم الرجل بين القبول والرفض

الرجل العربي بطبيعته انسان محكوم بمجموعة من القيم التي تحدد مسار حياته ، وتتحكم في كيانه واسلوب عيشه بشكل يجعله متفردا عن رجال المجتمعات الاخرى ، فهو مشهور بكبريائه وأنفته التي قد تصل احيانا حد الغرور، لكنها في النهاية انفة مطلوبة تميز شخصية الانسان العربي وترفع عنه وصف السذاجة وتدفعه لعدم تقبل امور هي من صلب الواقع وحكم القدر، ومع ذلك يعتبرها مساسا بكيانه ورجولته ، والامثلة هنا كثيرة سنسرد منها مثالا واحدا ونجعله محور نقاشنا ، وهو المثال المتعلق بعقم الرجل.

كثير من الرجال يعتبرون أن العقم واقع يجب ان لا يكونوا من ضحاياه ، بل يرفضون مجرد التفكير في الامر حتى وإن تأخر الانجاب ، ويعتبرون ان الزوجة هي سبب هذا التأخر ويثورون في وجه الجميع متى طلب منهم الخضوع للتحاليل قصد الاطلاع على حقيقة الامور، هذا السلوك لدى الرجل العربي نجد له مبرراته في عقلية الرجل ذاته ، وطبيعة المجتمع لا تعترف بأي فشل للرجل وترمي بثقل المسؤولية على الزوجة ، فالرجل في المجتمع العربي وصل لحد القداسة بالنظر لكون مجتمعنا مجتمعا ذكوريا بامتياز، والقول بعقم الرجل يشبه الخوض في الاعراض وغالبا ما ينتهي الأمر بكوارث وصراعات يكشر فيها الرجل عن أنيابه رافضا وصف العقيم.

إنه تأصيل تاريخي لرؤى مغلوطة لعبت التقاليد دورها في ترسيخها في الاذهان فصار الرجل منزه عن الشبهات ويُعترف له بالخصوبة والرجولة المقرونة بالانجاب أما من كان قدره ان يكون عقيما فتنتفي عنه صفة الرجولة ويتم اسقاطه من خانة الرجال ، هذا طبعا حكم التقاليد والنظرة الخاطئة لصقور المجتمع لموضوع العقم.

فمتى ستتغير هذه النظرة القاصرة؟

وهل آدم القرن الواحد والعشرين قادر على تجاوز ترسبات الماضي، ام ستبقى دار لقمان على حالها؟

نترك لسلوك آدم في قادم الايام مهمة استجلاء الحقيقة.




مهلاً! قبل أن تذهبي...

اشتركي في قائمتنا البريدية لمزيد من المعلومات حول ما نحب.
لقد تم إضافة بريدك الإلكتروني إلى قائمة النشرة الإخبارية لدينا.

مقالات ذات صلة