تفضيل الذكور داخل الاسرة بين ترسبات الماضي وحقيقة الواقع

تفضيل الذكور داخل الاسرة بين ترسبات الماضي وحقيقة الواقع

عاش المجتمع العربي في بداياته ابان عصر الجاهلية ظاهرة لا انسانية دفعت الاباء الى وأد فلذات أكبادهن، واعتبار الانثى فأل شر يجب التخلص منه منذ الثواني الاولى، يدفعهم الى ذلك تفضيل الذكور واعتبارهم الضامن لاستمرار الاسم والعائلة، في مقابل اعتبار الانثى مجرد وسيلة للتسلية والمجون لا حق لها في التمتع بالحقوق التي يكفلها لها المجتمع ولا أن تعتبر نفسها كائنا له حريته وكرامته وكيانه ووجوده.

هذه النظرة الدونية للمرأة التي حاربها الاسلام ودعا الى تجاوزها ولاحد من آثارها لا زالت تلقي بظلالها على بعض الآباء ممن يفتقدون للوعي والحس الأبوي، فالأنثى كائن يشترك مع الرجل في حق الحياة، وبدل ان يسوَد وجه الاب لمجرد تبشيره بالانثى عليه ان يفرح ويسعد، فهي فلذة كبده ومن لحمه ودمه وقد يكون فيها الخير العميم والصلاح الاكيد، كذلك هناك بعض النسوة اللائي انعم الله عليهن بخلفة البنات، تراهن يبحثن عن الولد ولو كلفهن ذلك ميلاد العشرات من الاناث، بل فيهن من تكره خلفة البنات فتعاملهن بقسوة وجفاء، وبالتالي تعود بنا مجددا الى زمن الجاهلية الاولى لكن في ثوب آخر، ثوب مودرن يلبسه الأب والأم ما دام أنهما يقتسمان نفس الافكار ونفس التوجهات.

وما يحز في النفس أن البنت في هكذا حالات تعيش تحت وطأة عقدة نفسية تلازمها طيلة فترات حياتها، بل قد يصل بها واقع الحال إلى التمرد على هذه الاسرة التي رفضت ميلادها، فنصبح هنا أمام توتر جديد من شأنه أن يفكك اواصر هذه الرابطة الاسرية التي كان لا بد لها ان تنمو وتترعرع وسط بيئة ملائمة سليمة يتكفل الوالدان فيها بمهمة رعاية هذه البتلة مهما كان جنسها، فما يدريك، لعل هذه الانثى توازي بقيمتها ألف رجل...




مهلاً! قبل أن تذهبي...

اشتركي في قائمتنا البريدية لمزيد من المعلومات حول ما نحب.
لقد تم إضافة بريدك الإلكتروني إلى قائمة النشرة الإخبارية لدينا.

مقالات ذات صلة